ليست المقاومة الفلسطينية هي من يلحق بإسرائيل الهزائم، الواحدة تلو الأخرى، فحقيقة انتصار المقاومة على الميدان تبعتها انتصارات أخرى دبلوماسية للمنظمات الدولية التي تساند الفلسطينيين وتقف بوجه إسرائيل، وعلى رأسها "الأونروا"، والتي حققت اليوم مكسبا جديدا بإعلان الخارجية الإيطالية استئناف تمويلها.
وفي الوقت الذي صدق فيه الكنيست الإسرائيلي على مشروع تصنيف وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" كمنظمة إرهابية، تواصل العديد من الدول استئناف تمويل الوكالة الأممية، بعد أن أوقفته مدفوعة بزعم دولة الاحتلال بأن موظفين تابعين للوكالة شاركوا في الهجوم على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
*إيطاليا والاتحاد الأوروبي واليابان تستأنف تمويل الأونروا
وجاء إعلان الخارجية الإيطالية مؤخرا، أنها ستستأنف تمويل وكالة الأونروا، ليلقي بصفعة جديدة على وجه دولة الاحتلال الهمجية، حيث أبلغ وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، أن روما ستعاود تمويل وكالة الغوث.
وقال تاياني في بيان "أبلغت مصطفى أن الحكومة أعدت تمويلاً جديداً للشعب الفلسطيني بإجمالي 35 مليون يورو، ستخصص 5 ملايين منها للأونروا".
وكانت العديد من الدول الغربية أوقفت تمويل المنظمة الدولية بعد أن زعمت إسرائيل في يناير الماضي أن 12 موظفا من الأونروا بالمشاركة في هجوم 7 أكتوبر.
ولم تقدم إسرائيل أدلة على مشاركة موظفي الوكالة في الهجوم، الأمر الذي دفع العديد من الدول التي أوقفت تمويل الأونروا إلى استئناف هذا التمويل.
وفي نهاية أبريل الماضي، أكدت مجموعة تقييم مستقلة أن إسرائيل لم تقدم دليلا على اتهاماتها المزعومة، للوكالة الأممية وهي الاتهامات التي دفعت حوالي 15 دولة، من بينها الدول المانحة الرئيسية كالولايات المتحدة وألمانيا والسويد واليابان، إلى تعليق مبلغ 450 مليون دولار لتمويل الوكالة.
وكان الاتحاد الأوروبي على رأس الجهات التي استأنفت تمويل الوكالة، وقام بتسديد 55 مليون يورو للأونروا، مشيرا إلى أنه سيزيد إجمالي المساعدات المقدمة إلى الفلسطينيين بواقع 68 مليون يورو هذا العام لمساعدة المدنيين الذين يواجهون ما أسماه بالظروف المروعة خلال حرب إسرائيل على غزة.
كما أعلنت النمسا، في 18 مايو الجاري أنها ستستأنف تمويل وكالة الأونروا، وسبقها في هذا القرار كل من اليابان وفنلندا وكندا وأستراليا.
*الكنيست يعلن الأونروا منظمة إرهابية
يأتي هذا في الوقت الذي صدق فيه البرلمان الإسرائيلي "الكنيست"، أمس، بقراءة تمهيدية على مشروع قانون لقطع العلاقات مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وإعلانها منظمة إرهابية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن الكنيست صدق بالقراءة التمهيدية على قطع العلاقات بين تل أبيب والمنظمة الأممية، على أن يتم التصويت بالقراءة الأولى يوم الأربعاء المقبل.
ولفتت إلى أنه من المتوقع أن يحظى مشروع القانون بموافقة كل من أحزاب الحكومة الإسرائيلية وأحزاب المعارضة أيضا في البلاد.
وفي السياق نفسه، أفادت وكالة الأونروا، بأنه "نتيجة للعملية العسكرية المستمرة في رفح، أصبح من الصعب الآن الوصول إلى مركز توزيع الأونروا ومستودع برنامج الأغذية العالمي".
وأوضحت الأونروا، في بيان لها أن "النازحين في غزة أجبروا على الفرار 6 مرات"، لافتة إلى أنه "لا يوجد أمن في القطاع مع استمرار القصف ونقص الإمدادات الحيوية".
وقال المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في غزة، الدكتور عدنان أبو حسنة، اليوم، إن أعداد القتلى والجرحى في رفح جراء القصف الإسرائيلي الليلة الماضية قد يتجاوز 100 شخص.